وأول ما نلاحظه هو أن الأخطاء الإملائية الكثيرة والنحوية فى بعض الأحيان، وكذلك اختلاف أسماء الأعلام، تبين أن هذه المخطوطات نقلت فى عصر متأخر بالنسبة للمخطوط الأصلى بمعرفة نساخ لم ينالوا حظا كبيرا من الثقافة. وترتب على ذلك أن اضطررنا إلى الرجوع- فى كثير من الأحيان- إلى المؤلفات القديمة، ومن ذلك أن جامع «الخيف» كتب فى جميع ما بين أيدينا من نسخ جامع «الحنيفية» (ص 33 وهامش أ) . ورغم اتساع دائرة عملنا نتيجة لذلك فإننا لا ندعى أن النص الذي حققناه قد استقام بشكل كامل لا غبار عليه. فما زالت بعض الكلمات بل وبعض الجمل غير دقيقة أو قليلة الوضوح. وقد صادفتنا عبارات يبدو أنها من مصطلحات العمارة الإسلامية وهى غير محددة المعنى عندنا، وذلك مثل «بحر مرخّم» (ص 14- 15) أو «حجارة مطرورة» (ص 33، 34) . وقد فهمنا هذه العبارات حسب المعنى العام للجملة. وهكذا أخذنا «بحر مرخم» بمعنى فراغ مكسو بالرخام (الترجمة ص 9) ، «وحجارة مطرورة» بمعنى حجارة مصقولة محددة أو حجارة مطينة مزينة (الترجمة ص 20) . ونذكر كذلك كلمات «ثوران من نحاس» (ص 20) ولقد فهمناها على أنها مسرجتان (شمعدانان) من نحاس (الترجمة ص 12) ، وجملة «فنازعنى فى القرب والشولى فغلبته (ص 185) " التى فهمناها على أنها: فتناقشنا فى أمر سمك التن والزجر ولكننى فزت عليه. ونذكر أخيرا كلمة «ثليث» (ص 200) وهى اسم علم لمدينة فى جنوب مراكش قرب سجلماسة ولا نعرف عنها شيئا.
وفيما يختص بالترجمة فقد اجتهدنا فى نقل النص العربى إلى الفرنسية دون تصرف. ولم نخرج عن هذه القاعدة إلا فى الحالات التى يصعب فيها الترجمة الحرفية، ففى هذه الحالات حاولنا نقل المعنى مع الحرص على عدم الابتعاد عن النص على قدر الإمكان. ولقد لاقينا فى هذا صعوبات كثيرة: كالتباين الخفيف بين مفهوم الكلمات ذات المعنى الواحد، والصور التى يصعب نقلها كما هى، والأساليب الخاصة بكل لغة. وعلى الجملة فقد كانت روح كلا اللغتين هى المهددة فى كل هذه الحالات. ويمكن إعطاء أمثلة كثيرة
€