الانتشار، ويكيفه للاستيلاء عليه أن يملك خصلة من شعره أو أي قطعة من جسمه وقد لا يعوزه غير خرقة كانت له.
وللسحرة في أفريقيا شأن يذكر؛ فأين يتوجه السائح يجد الساحر معتبرًا كأنه شخص إلهي عنده الأسرار الملكوتية يشفي من الأمراض ويطرد المردة والجنة وينزل الأمطار على الأماكن المجدية. فلا يتحول ملك الصقع الذي هو فيه لمحاربة عدو أو لسكني جهة أو للبحث عن أنعام ضالة إلا استشارة، وجعل رأيه متنزلًا من حكيم حميد، ويدعونه هناك مانجانا أو نيانجا.
[و] تكثر عند الأفريقيين القائم والتعاويذ والطلاسم فإنهم يعزون لها أمورا خارقة للعادة تحفظ من الحسد وتشفي من الأمراض وتجلب الرزق وتوجب المحبة والانعطاف فإذا بدا لأحدهم أن طلسما أخطأ غرضا ولم ينتج النتيجة المنتظرة منه لا يشك في أصله ولا يزيد على أن يبدله بسواه معتقدًا فيه العقيدة عينها التي كانت عنده لسابقه.
ولما احتل الإسبانيون أمريكا وجدوا للسحر الاعتبار نفسه الذي لأمثالهم في جميع بقاع الأرض. رأوهم منقطعين في الفيافي يأوون إلى الغيران صائمين متقشفين محافظين على رسوم محدودة من الرياضة يزعمون أنها وصلتهم إلى مناجاة الأرواح والتسلط على نواميس الطبيعة.
ورأوا للسحرة في أمريكا الشمالية اطلاعًا واسعًا على خواص النباتات، فكانوا يصفونها للأمراض المختلفة، وكانوا يزعمون أنهم بالتأثير على صورة الشخص أو تمثاله ينتقل ذلك التأثير إلى صاحب الصورة أو التمثال فيضره أو ينفعه كما يريد الساحر.
وقد دلت المخطوطات المصرية القديمة التي وجدت على ورق البردي أن السحر كان له في مصر الاعتبار الأعلى عند جميع الطوائف حتى رتبت له رسوم وطقوس وجعلت له وظائف يقوم بها رجال الدين.
[و] الأمم التي تعتبر أنبغ الأمم في السحر والنجامة هم الكلدانيون.
وقد ذكر القرآن الكريم السحر في مواضيع كثيرة وقد مضى متقدمو الأمة معتقدين