عيسى في الأرض أربعين سنة". وللطبراني من حديث عبد الله بن مغفل: "ينزل عيسى ابن مريم مصدقا بمحمد على ملته". انتهى.
وقال القرطبي في "التذكرة بأحوال الآخرة" ص 678 عند ذكره لنزول سيدنا عيسى عليه السلام في آخر الزمان:
قال العلماء رضي الله عنهم: وإذا نزل عيسى عليه السلام في آخر الزمان، يكون مقررا لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ومجددا لها، لأنه لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكم بشريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، لأنها آخر الشرائع، ونبيها خاتم النبيين. فيكون عيسى حكمًا مقسطًا، لأنه لا سلطان يومئذ للمسلمين، ولا إمام ولا قاضي ولا مفتي لهم، وقد قبض الله العلم وخلا الناس منه.
فينزل وقد علم بأمر الله تعالى له في السماء قبل أن ينزل، ما يحتاج إليه من علم هذه الشريعة، ليحكم به بين الناس. وليعمل به في نفسه فيجتمع المؤمنون عند ذلك ويحكمونه على أنفسهم، إذ لا أحد يصلح لذلك غيره، ولأن تعطيل الحكم غير جائز، وأيضًا فإن بقاء الدنيا إنما يكون بالتكليف، فلا يزال التكليف قائمًا إلى أن لا يبقى على وجه الأرض من يقول: الله، الله. انتهى من "مختصر تذكرة القرطبي" للشعراني ص 179 - 180 من طبعة القاهرة سنة 1308.
وجاء في "صحيح مسلم" 15: 174: عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى"، إلا أنه لا نبي بعدي".
قال الإمام النووي في شرحه 15: 174 "قال العلماء: في هذا الحديث دليل على أن عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، إذا نزل في آخر الزمان نزل حكما من حكام هذه الأمة، يحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا ينزل نبيا ... " اهـ (التصريح).
(القلاص): جمع قلوص، وهي الناقة.
(الشحناء): العداوة.