الفقرة العشرون في: صفة المسيح ابن مريم عليه السلام ونزوله

الفقرة العشرون

في:

صفة المسيح ابن مريم عليه السلام ونزوله

مقدمة

قال تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} (?) والتوفي هو: القبض، أي قابضك من الدنيا ورافعك إلي، وقد رفعه الله إلى السماء الثانية وهناك رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج، وقد غلط غلطًا كبيرًا من فسر الوفاة بالآية بالموت لأن ذلك يتعارض مع فكرة نزوله مرة ثانية إلى الأرض كما هو متواتر، فالمراد بالوفاة التنويم أو القبض أو أن الآية تشير إلى أنه معصوم من القتل فهو سيرفع إلى السماء ثم سينزل إلى الأرض ويتوفى وفاة لا كما زعم أنه قتل وصلب.

قال تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (?). فالذي قتل رجل ألقي عليه شبهه، ومن تأمل الروايات النصرانية التي تذكر القتل والصلب يعرف أنه يستحيل أن تصدر من المسيح عليه السلام التصرفات التي ظهرت من القتيل المصلوب يوم ذاك، وفي قوله تعالى: {لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}. دليل على أن المسيح لم يمت وأنه سينزل في آخر الزمان، وأن النصارى سيؤمنون به وقتذاك.

وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} (?). وفي قراءة: (وإنه لعلمٌ للساعة). وقد فسر أكثر العلماء الآية بأن نزول المسيح من أعلام الساعة، وجاءت النصوص المتواترة بنزوله وقد جمعت أكثر هذه النصوص في كتاب: (التصريح بما تواتر في نزول المسيح) للشيخ محمد أنور الكشميري، وقد حققه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وأضاف إليه وعلق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015