والصفير في الصلاة عند البيت.

{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} (?) أي تصفيقاً وتصفيراً. كما أهملت قريش بعض المناسك: فكانت لا تخرج للوقوف في عرفات وجاء الإسلام تصحيحاً وتوضيحاً وزيادة خير وبر فأدخل على المناسك ما كملها.

- قلنا إن المقصود الأعظم للحج وهو تعظيم البيت، وإنما شرعت المناسك كلها لهذا ولو أننا تأملنا الأفعال الرئيسية في الحج لوجدنا ذلك.

وعندنا أن الأفعال الرئيسية هي ما اعتبره الأئمة أو بعضهم ركناً من أركان الحج أو واجباً من واجباته ومجموع ذلك في الحج:

الإحرام، والوقوف بعرفة، والوقوف بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة، وذبح هدي التمتع والقران للقادر عليهما أو صيام عشرة أيام، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة، وصلاة ركعتين بعده، والسعي بين الصفا والمروة، والمبيت بمنى أيام التشريق أو اثنين منهما للمتعجل، ورمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق أو في اثنين منها للمتعجل، وطواف الوداع لغير الحائض، وعدم إتيان ما يناقض الإحرام. ولو أنك تأملت لوجدت أن الإحرام من الهيئات لتعظيم البيت حتى يقرب الإنسان البيت على هيئة وعلى وضع معين، وأن الوقوف بعرفات من أجل أن يجتمع الناس كلهم في صعيد واحد؛ لينطلقوا إلى تعظيم البيت، وكذلك الوقوف بالمزدلفة والإفاضة منها ورمي جمرة العقبة، إعلان بالحرب لمن يصد عن البيت وذلك برجم المكان الذي وسوس فيه إبليس لأبينا إبراهيم عليه السلام ليثنيه عن طاعة الله في شأن إسماعيل. والذبح تقرباً إلى الله ليفدي الإنسان نفسه فيطوف بالبيت ولا ذنب له، والحلق أو التقصير والعودة إلى اللباس والطيب من أجل أن يعظم الإنسان البيت وهو على أكمل هيئة، والسعي بين الصفا والمروة طاعة لله في دائرة البيت، ورمي الجمار بعد ذلك للتأكيد أن من تعظيمنا للبيت تأكيدنا على رمي من يصدنا عن طاعة رب البيت بعد الطواف فيه، وطواف الوداع تعظيم للبيت آخر العهد به، وصلاة ركعتين بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015