كل طواف تعظيم لرب البيت وجمع بين الطواف والصلاة وهما النسكان الرئيسيان (أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) (?).
وهناك وجهات نظر للأئمة في قوة الإلزام لبعض هذه الأمور، وفي بعض ما يمكن أن يترخص فيه الحاج عند الضرورة أو المشقة، وحول سنية بعض الأفعال أو عدم سنيتها، وكل ذلك سنراه تفصيلاً إن شاء الله تعالى.
- والحج مدرسة متكاملة: فهو رمز على استسلام الإنسان لله في أعمال الحج التي ذكرنا، ورمز ارتباط الأمة بإبراهيم عليه السلام وبراءته من اليهود والنصارى، ورمز للوحدة الإسلامية بعيداً عن فروق اللون والجنس واللغة، ومظهر عملي للأخوة الإسلامية والمساواة بين الكبير والصغير والعربي والأعجمي، وفيه من مشاعر العطف ومعاني الولاء لله والتجرد عن الدنيا والعزم الخالص على تجديد الصلة بالله ما فيه.
وهو مدرسة في الصبر والجهد والأخشيشان والعبودية لله والإنفاق في سبيله وتحمل الأذى والمشاق وإلجام الشهوات والنزوات.
كما يذكرنا ويربطنا بالجيل الأول الذي عاش هناك حياة الاضطهاد من أجل العقيدة، ويذكرنا بمراكز الإسلام الأولى حيث لامست الأرض أقدام إبراهيم ومحمد صلوات الله عليهما وسلامه ليقوي ذلك في نفوسنا رابطنا بوطننا الروحي وقبلتنا الوحيدة ويوحد منطلقاتنا وتطلعاتنا وآمالنا (?).