الكتب والأمم السالفة. وأما الحبل: فلأنه من تمسك به وصل إلى الجنة أو الهدى والحبل: السبب. وأما الصراط المستقيم: فلأنه طريق إلى الجنة قويم لا عوج فيه. وأما المثاني: فلأن فيه بيان قصص الأمم الماضية فهو ثان لما تقدمه، وقيل لتكرار القصص والمواعظ فيه. وأما المتشابه: فلأنه يشبه بعضه بعضاً في الحسن والصدق، وأما الروح: فلأنه تحيا به القلوب والأنفس. وأما المجيد: فلشرفه. وأما العزيز: فلأنه يعزّ على من يروم معارضته. وأما البلاغ: فلأنه أبلغ به الناس ما أمروا به ونهوا عنه، أو لأن فيه بلاغة وكفاية عن غيره. ا. هـ. من [الإتقان 10/ 67 - 68].
ومن أهم ما تميز به القرآن الكريم أسلوبه وإعجازه ومعجزاته وتبيانه لكل شيء، وهدايته للإنسان إلى كل خير وبأخصر الطرق فمن المعروف أن الخط المستقيم هو أقرب طريق وأقرب بعد بين نقطتين، وما من شيء في أبواب الهداية في العقائد والعبادات ومناهج الحياة، وفي أمر الدنيا والآخرة إلا وقد هدى الله الإنسان إليه، وهداه إليه بأقرب طريق وأخصره ولذلك قال الله تعالى {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (?)، ومن تأمل هداية القرآن في كل شيء وقارنها بما عليه الخلق من ضلالات عرف أنه لا يمكن أن يكون هذا القرآن بشري المصدر ومن تأمل شمول البيان في القرآن لكل ما يحتاجه الإنسان ولكل ما تنبغي معرفته وقرأ مظاهر هذا التبيان في العلوم التي انبثقت عن القرآن في العقائد والفقه والتعامل البشري وما أعطانا إياه القرآن من تصور هائل للزمان والمكان إلى غير ذلك مما بينا تفصيلاً في كتابنا (الأساس في التفسير) عرف استحالة أن يكون هذا القرآن مصدره الإنسان، قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (?).
وأما أسلوب القرآن فإنه لا يشبه أي أسلوب بشري ويكفي أن تعرف سياقات القرآن والمناسبات بين الآيات في السورة الواحدة، وكيف أن كل مجموعة سور من القرآن تشكل وحدة تمضي على نسق، وأن كل مجموعات القرآن تفصل على نسق واحد في سورة البقرة لتعرف أن أسلوب القرآن لا يمكن أن يكون بشري المصدر. قال تعالى في وصف كتابه