228 - * وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله السعدي: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تنقطعُ الهجرة ما دام العدو يُقاتل"، فقال معاوية، وعبد الرحمن ابن عوف وعبد الله بن عمرو بن العاص: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الهجرة خصلتان: إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله. ولا تنقطعُ الهجرة ما تُقُبِّلت التوبة، ولا تزالُ التوبةُ مقبولةً حتى تطلع الشمس من المغرب فإذا طلعتْ طُبع على كل قلبٍ بما فيه، وكُفي الناسُ العمل".
إن من تأمل حادثة الهجرة ورأى دقة التخطيط فيها ودقة الأخذ بالأسباب من ابتدائها إلى انتهائها ومن مقدماتها إلى ما جرى بعدها يدرك أن التخطيط المسدد بالوحي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قائماً وأن التخطيط جزء من السنة النبوية وهو جز ءمن التكليف الإلهي في كل ما طولب به المسلم وأن الذين يميلون إلى العفوية بحجة أن التخطيط وإحكام الأمور ليسا من السنة أمثال هؤلاء مخطئون ويجنون على أنفسهم وعلى المسلمين