جميعها دعوةً جماعيةً، ثم بدأ ينقض البنيان الديني للناس نقضاً مباشراً وصريحاً؛ وههنا بدأ أصعب صراع وأشده، ومنذ المرحلة السرية بدأ الكيد يأخذ أبعاده الكثيرة المتعددة، والإيذاء ينصب على المسلمين الذين لا يجدون حماية.
* ثم زاد الأمر شدة فتمخض ذلك عن الهجرة الأولى إلى الحبشةن وانطلق أول فوج في رجب من السنة الخامسة للبعثة وكان مكوناً من اثني عشر رجلاً وأربع نسوة.
* ثم حدثت حادثة مشاركة المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سجوده إثر تلاوة سورة (النجم)، فبلغ ذلك مهاجري الحبشة فظنوا أن قريشاً أسلمت فرجعوا، ثم تبين لهم كذب الشائعة فرجع بعضهم إلى الحبشة، ودخل بعضهم مكة مستخفياً أو في جوار، واشتد البلاء على المسلمين، فكانت الهجرة الثانية إلى الحبشة، وفي هذه المرة هاجر ثلاثة وثمانون رجلاً وثماني عشرة امرأة أو تسع عشرة امرأة، وكادت قريش للمسلمين عند النجاشي ولكنها لم تفلح.
* ثم لجأت قريش إلى تهديد أبي طالب وإغرائه ليتخلى عن محمد صلى الله عليه وسلم أو يُسلمه إياها، فباءت محاولاتها بالفشل.
* وأسلم في السنة السادسة للبعثة حمزة وعمر بن الخطاب وكان إسلامهما نصراً وفتحاً، وههنا مالت قريش للمفاوضة والمسالمة فلم تنجح، وجد أبو طالب في الحماية فعبأ بني هاشم وبني المطلب لذلك. فاجتمعوا على ذلك ما عدا أبا لهب.
* وعلى إثر هذا كله تعقدت قريش في السنة السابعة للبعثة على مقاطعة المسلمين ومقاطعة بني هاشم وبني المطلب، ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يجالسوهم ولا يخالطوهم ولا يدخلوا بيوتهم ولا يكلموهم، حتى يُسلموا إليهم رسول الله صلى الله لعيه وسلم. وكانت محنةً عظيمة استمرت ثلاث سنين.
* وفي المحرم سنة عشر من النبوة حدث نقض الصحيفة وفك الميثاق بتوفيق من الله، تم بترتيب من بعض المتعاطفين وأصحاب الأريحية.
* ثم حاولت قريش المحاولة الأخيرة مع أبي طالب ليثنوا محمداً صلى الله عليه وسلم عن دعوته، وهو