على فراش المرض، فلم تنجح.
* وكان العام العاشر للبعثة عام حزن، فقد توفي فيه أبو طالب في رجب سنة عشر للبعثة بعد الخروج من الشعب بستة أشهر، وبعد وفاة أبي طالب بنحو شهرين - على قولٍ - توفيت أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - وكانت وفاتها في شهر رمضان في السنة العاشرة من النبوة ولها خمس وستون سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمسين من عمره، وفقد بذلك الدعم البيتي والدعم الخارجي، ولله في ذلك حكمة، وتجرأ المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وزادوا في أذاه، فخرج إلى الطائف لعله يجد أرضاً أكثر خصباً، ولكن لم يجد استجابة.
* وفي شوال من السنة العاشرة تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - على إثر وفاة خديجة، وكانت ممن أسلم قديماً وهاجرت الهجرة الثانية إلى الحبشة مع زوجها السكران بن عمرو الذي توفي بأرض الحبشة أو بعد العودة إلى مكة.
* وفي موسم الحج في السنة الحادية عشرة من النبوة دخلت الكوكبة الأولى من خزرج المدينة في الإسلام وكانوا ستة وعادوا دعاة مبشرين، ففشا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، وفي شوال من نفس السنة عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة - رضي الله عنها - وكانت صغيرة السن؛ لذلك لم يدخل بها إلا بعد الهجرة.
* وفي هذه المرحلة حدثت حادثة الإسراء - على خلاف كبير في تعيين زمنها، هل هو في السابع والعشرين من رجب في السنة العاشرة للبعثة؟ أم في رمضان في السنة الثانية عشرة للبعثة؟ أو المحرم في السنة الثالثة عشرة للبعثة؟ أو ربيع الأول في السنة الثالثة عشرة؟ وهناك أقوال أخرى. وأشهر الأقوال وأقواها القول الأول.
* وفي السنة الثانية عشر للبعثة وافى موسم الحج اثنا عشر نفراً من المدينة منهم خمسة سبقوا في العام السابق وسبعة جدد وكانت بيعة، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء مصعب ابن عمير ليعلمهم ويفقههم ويقرئهم القرآن ويدعو إلى الله، وانتشر الإسلام في المدينة.
* وفي موسم الحج في السنة الثالثة عشرة من البعثة تمت بيعة العقبة الثانية مع بضع وسبعين نفراً من أهل المدينة المنورة، واختاروا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم اثني عشر نقيباً منهم.