أقول:

قد يكون مرجع الخلاف بين روايتي سلمان وقتادة إلى أن أحدهما اعتبر الزمن الواقع بين البعثة والبعثة، وآخر اعتبر الزمن الواقع بين بعثة وميلاد، ولا يترتب على ذلك حكم، أو أن أحدهما أعتبر السنين الشمسية والآخر القمرية، والمشهور أن بين المولدين 570 سنة شمسية، والقياس بالسنة الشمسية أو القمرية يترتب عليه فارق كبير.

ويلحظ من هذا الحديث طول فترة انقطاع الوحي، مما يؤكد حاجة الناس إلى من يصحح لهم المسار، ويربطهم من جديد بالسماء.

* * *

إرهاصات بنبوته صلى الله عليه وسلم:

46 - * روى مسلم عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعرف حجراً بمكة، كان يُسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن".

47 - * روى الإمام أحمد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخديجة: "إني أرى ضوءاً وأسمع صوتاً وإني أخشى أن يكون بي جنن". قالت: لم يكن الله ليفعل ذلك بك يا ابن عبد الله. ثم أتت ورقة بن نوفل فذكرت ذلك له فقال: إن يك صادقاً فإن هذا ناموس مثل ناموس موسى، فإن بعث وأنا حي فسأعززه وأنصره وأومن به.

فائدة:

في هذا الحديث والذي قبله مظهران من الإرهاصات والتمهيدات التي هيأت رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمر الجلل وهو استقبال الوحي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015