الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (?) قضية اقتلاع جرثومية الفساد واستئصال شأفة الوثنية، واجتثاثها من جذورها، بحيث لا يبقى لها عين ولا أثر، وترسيخ عقيدة التوحيد في أعماق النفس الإنسانية ترسيخاً لا يتصور فوقه، وغرس ميل إلى إرضاء الله وعبادته، وخدمة الإنسانية، والانتصار للحق، يتغلب على كل رغبة، ويقهر كل شهوة، ويجرف بكل مقاومة، وبالجملة الأخذ بحجز الإنسانية المنتحرة التي استجمعت قواها للوثوب في جحيم الدنيا والآخرة، والسلوك بها على طرق أولها سعادة يحظى بها العارفون المؤمنون. وآخرها جنة الخلد التي وعد المتقون، ولا تصوير أبلغ وأصدق من قول الله - تعالى - في معرض المن يبعثه محمد صلى الله عليه وسلم: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} (?).
* * *
45 - * روى البخار يعن سلمان - رضي الله عنه - قال فترة بين عيسى ومحمد - عليهم الصلاة والسلام - ستمائة سنةٍ.
نقل:
قال الحافظ في الفتح: المراد بالفترةِ المدة التي لا يبعث فيها رسول من الله، ولا يمتنع أن ينبأ فيها من يدعو إلى شريعة الرسول الأخير، ونقل ابن الجوزي الاتفاق على ما اقتضاه حديث سلمان هذا، وتعقب بأن الخلاف في ذلك منقول، فعن قتادة: .... خمسمائة وستين سنة أخرجه عبد الرزاق عن معمر عنه.