ولو أبْصرت عَيناكَ موقفهم بها ... وقد بسطوا تلك الأكف ليُرحموا

يُنادونه يا ربِّ يا ربِّ إننَا ... عبيدك لا نرجوا سِوَاكَ وتعلم

وهانحن نرجوا منك ما أنت أهله ... فأنت الذي تعطي الجزيلَ وترحم

ولما تقَضوا من منى كل حاجةٍ ... وسالت بهم تلكَ البطاحُ تقدموا

إلى الكعبةِ البيت الحرام عشية ... وطافوا بها سبعًا وصلوا وسلموا

ولما دَنا التوديع منهم وأيقَنوا ... بأن التداني حبله متَصَرِّمُ

ولمْ يَبق إلا وقفةً لمُوادِعِ ... فلله أجفانٌ هناك تسَجَّم

ولله أكبادٌ هنَالِكَ أودعَ الغَرام ... بها فالنار فيها تضَرّشم

وللهِ أنفَاسٌ يكادُ بحَرِّهَا ... يذوب المحبُّ المستهَام المتَيَّم

فلم ترَ إلا باهِتًا متَحَيِّرًا ... وآخرَ يبْدِي شَجْوَه يترَنمُ

رَحلْتُ وأشوَاقي إليكم مقيمةٌ ... ونار الأسَى مِني تشبُ وتضرم

أوَدِّعكم وَالشوق يثني أعِنّي ... إليكم وَقلبي في حَمَاكم مخَيم

هنَالكَ لا تثريب يومًا على امرئٍ ... إذا مَا بَدَا منه الذي كانَ يُكتَمُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015