منتدى للشعراء يقرضون شعرهم على أذنه الموسيقية التي يؤذيها نبو الوتر، وكذلك كان "قراعة" اتخذ من بيته كلما حل ناديا للأدباء والشعرا، وكان "عبد المطلب" ألصق الناس وأكثرهم ملازمة له، وهو يحدث بذلك في ديوانه إذ يقول: "وكانت بيني وبين الأستاذ الكبير الشيخ "عبد الرحمن قراعة" صداقة انعقدت بيننا منذ سنة 1897م، وكنت من الذين يعرفون فضله في العلم والأدب، فلا غرو أن ترى لي فيه قصائد عدة".
أهديت إليه خلعة تشريف العلماء، فقلت أهنئه:
أجد عهدك بالتشبيب بالغيد ... وجد يجد يتحنان الأغاريد
ويقول في هذه القصيدة مادحًا "قراعة":
وللفصاحة من ألفاظه درر ... تعلو فرائدها من غير تنضيد1
تجلو المعاني للأسماع صافية ... تروي النفوس بمحلول ومعقود2
وللبلاغة في أسلوبه نغم ... يغني الأديب بها عن نغمنا لعود
بكل معنى جرى حسن البيان به ... مع البلاغة جري الماء في العود
ويقول -وكان صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ "عبد الرحمن قراعة" جارا لي بسوهاج، فلما نقل إلى أسوان ونازعني الشوق إلى رؤيته كتبت إليه مشطر البيتين أمر على الديار ديار سلمى ... إلخ. وقد رد عليه "قراعة" بشعر رقيق لطيف، وفي ديوان "عبد المطلب" كثير من شعره الذي قاله في صديقه "قراعة".
ومن الطريف أن أو قصيدة في ديوان "عبد المطلب" في حرف الألف، وجهها إلى "قراعة" ردا على كتاب ورد منه، وأن الديوان يكاد يختم