ولو شئت حكمت القوافي بيننا ... بماضي شباة القول فيهم مصمم1
ولكنني أنهى اللسان عن الخنا ... وألوي عنان الأعوجي المقوم2
سأضرب صفح القول عنهم نزاهة ... وأطويه طي الأتحمي المسهم3
وهذا مذهب فيه تقية وتورع وصون "للسان عن الهجر، والإفحاش حتى لو رام هجر القول لأباه فمه على رغم أن القوافي ماضية كالسيف".
"وعبد الله فكري" أيضا يضرب أبلغ الأمثال في صون قريضه عن مدح من لا يجدر بمدحه، وهو بمثل مذهب العلماء الشعراء في التسامي بشعرهم عن مدح من هان شأنه من الناس، والضن بالإطراء على غير من هو أهل لإطرائه، فهو يقول:
ولذت بأعطاف القريض وطالما ... رميت ذراة بالقلا والتجهم
ولكنني أرويه عن غير أهله ... وأهديه مدحا للخديو المعظم
كما يمثل مذهبهم أيضا في صدق الشعر، والنأي به عن الكذب والنفاق، وقصره
على ما الحب داع من دواعيه:
فخر القصائد أني لست أنظمها ... إلا وللحب داع من وداعيها