فقالت وقد مال الكرى بقوامها ... كما مال بالنشوان صرف من الخمر
وماست تزجي ردفها في مورد ... من اللاذقد وشته بالدر والتبر1
وتمسح عن أجفانها النوم سحرة ... فيرفض عنها كل فن من السحر2
وبتنا كما شاء الهوى في صيانة ... وعفة ثوب لم يزر على وزر
وهذا هو "رفاعة رافع الطهطاوي" أحد علماء الأزهر وشعرائه يمثل عفة العلماء وقناعتهم في الملذات، ويمر مر الكرام بما يطيل الشعراء الوقوف عنده، وتسريح النظر فيه وذلك حيث يقول:
قد قلت لما بدا والكأس في يده ... وجوهر الخمر فيه شبه خديه
حسبي نزاهة طرفي في محاسنه ... ونشوتي من معاني سحر عينيه
فهو يقنع بنزاهة طرفه في محاسن محبوبه عن التمتع بهذه المحاسن، فلا يقبل فما ولا يهصر عودًا، ولا يذهب مذاهب العشاق، من الضم والعناق، ويغنيه من حبيبه النظر إلى مواطن جماله، والنشوة بمعاني سحر عينيه عن كل ما يلتمس سواه من لذة ومتاع.
وهذا هو "عبد الله فكري باشا" الذي يعف في الهجاء، ويتدلى إلى الملاحاة، ويذهب مذهب القصد والاعتدال، فيتحرج من الإسفاف في الهجاء والإقذاع فيه، انظر إليه إذ يقول:
رماني بهجر القول لا دردره ... ولو رمت هجر القول لم يستطع في