أخلاقهم وعاداتهم، وتفطن إلى مواطن الشذوذ فيهم، واكتنه ما خفي من أمورهم حتى على المتصلين بهم، فكان نفاذا في وصفه بارعًا في تصويره، ولم يدع شيئا مما يتصل بهم، وبخلقهم وخلقهم إلا وقد أنطقه، وجلاه بأوضح بيان كل ذلك بأسلوب مرح خلاب، وعبارة جزلة فصيحة، وبيان مشرق منطلق، ونكتة أخاذة تثير العجب والطرب.

وقد كان لما يكتبه "البشري" في هذه "المرائي" أكبر الأثر في نفوس الناس، وكانوا ينتظرونها، ويخشى كل عظيم أن يكون في مرآته، وإذ يكتب عن كبير أو ذي شأن، فإنما يمنحه الرفعة ونباهة الشأن، أو ينزل به إلى مكان سحيق ويدعه مضغة الأفواه، وحديث الألسن.

وقد وضع لكل شخص يتحدث عنه في هذا الكتاب صورة متخيلة، ولا يخلو الحديث عن واحد من الذين تناولهم في المرآة من نكتة بارعة يلصقها به، فتسير وتذيع وتتناقلها الأفواه.

وقد نسج على منواله كثير من الأدباء، فكتبوا مرائي مختلفة نهجوا فيها نهجه في التحليل، ولكن شتان بين ما كتبوا وما كتب.

كتاب التربية الوطنية:

وللبشري كتاب في التربية الوطنية تناول فيه موضوعات مختلفة تتصل بالوطن وشئونه والتربية وفنونها، وأسلوبه في هذا الكتاب ناصع يبين الموضوع في وضوح وسلاسة.

آثار أخرى:

واشترك بتكليف من وزارة المعارف في تأليف كتاب "المفصل في تاريخ الأدب العربي"، وهو جزءان و"المنتخب من أدب العرب"، وهو جزءان أيضا"، والمجمل في الأدب العربي" لطلبة المدارس الثانوية، أسهم في هذه الآثار الأدبية، وهي ذات قيمة وأثر ملموس لما نشرته من الأدب في تحقيق دقيق صيغ بأسلوب سهل فصيح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015