كتبه وآثاره واختياره أسفاره، وأمهاته جوائز للطلاب فيمنحهم ما يفيدهم في اللغة والأدب، وعلومه كمقدمة ابن خلدون، والمثل السائر، وديوان الحماسة ونهج البلاغة، وتاريخ أبي الفداء، وديوان المتنبي، وفقه اللغة وغيرها.
وكان كبار المفكرين، ووجوه الناس في الثغر لصلتهم به، وإعجابهم بنهوضه يهدون الطلاب كتبا ذات قيمة في الأدب والتاريخ كالمرحوم "محمد طلعت حرب باشا" -الذي أهدى إليهم مائة نسخة من كتاب تاريخ دول العرب والإسلام"، "ومحمود بك أبي النصر" أحد كبار المحامين بالإسكندرية إذ ذاك الذي أهدى إليهم تسعين نسخة من كتاب "إرشاد القاصد لابن ساعد الأنصاري".
ومما يؤثر أن اللورد "كرومر" المعتمد البريطاني في مصر إذ ذاك كان قد تعرض للإسلام، فآثر الشيخ أن يرد عليه في هذا الحفل الجامع، وكان يومًا ذا خطر عظيم إذ يفد لسماع خطابه الكبراء والعظماء والأعيان، والعلماء فبعد حديث طويل في خطابه اتجه إلى العلماء، وقال: "إن هذا الدين القويم الذي استضاء بنوره أبناء الإنسان منذ أربعة عشر قرنا لا تزال مزاياء القاضلة محجوبة عن أعين كثير من الناس حتى من الذين اقتضت الإدارة الإلهية أن تمزجوا بأهله، إن احتجاب هذه الفضائل الإسلامية عن العيون، وإعراض الكثير من المسلمين عن التمسك بها، وتقاعد العلماء عن التنويه بشأنها، والحث عليها سوغ لرجال نظروا إلى أحوال الأمم الإسلامية الحاضرة، ولم يكلفوا أنفسهم مشقة البحث عن حقيقة فضائل الإسلام، وآدابه أن ينسبوا إلى الإسلام عيوب هذا العصر، وأن يعلنوا في مشارق الأرض، ومغاربها أن التعاليم الإسلامية هي التي وقفت تقدم البلدان التي دان أهلها بدين الإسلام1.