المصري، فكتب عنه وعمن بعده من المصريين وغيرهم، وذكر لي أيضاً أن عبد الغني بن سعيد كتب عنه أشياء في تصانيفه وصرح باسمه في بعضها، وقال في بعضها: حدثني الورد بن علي كناية عنه، وكان صدوقاً كتبت عنه وكتب عني شيئاً كثيراً ولم يزل ببغداذ حتى توفي بها في يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وأربع مائة، ودفن من الغد في مقبرة جامع المدينة، وحضرت الصلاة عليه، وكان قد نيف عن الستين سنة.
سمعت أبا طاهرٍ السلفي يقول: كتب أبو عبد الله الصوري ((صحيح البخاري)) في سبعة أطباق من الورق البغدادي، لم يكن له سوى عين واحدة، وذكر القاضي أبو الوليد الباجي فيما أجازه لنا ابن مؤمن، عن ابن مدير، عنه في كتاب ((اختصار فرق الفقهاء)) من تأليفه قال: حدثني أبو عبد الله عمر بن علي الوراق، وكان من أهل الثقة والإتقان، أنه شاهد أبا عبد الله محمد بن علي الصوري، وكان فيه حسن خلق ومزاح وضحك لم يكن وراءه إلا الدين والخير، ولكنه كان شيئاً جبل عليه، ولم يكن بالخارق في ذلك للعادة، ولا الخارج عن السمت، فقرأ يوماً جزء حديث علي أبي العباس الرازي، وعن له أمر أضحكه، فضحك، وكان بالحضرة جماعةٌ من أهل بلدنا