فأنكروا عليه ضحكه، وقالوا: إن مثل هذا لا يصلح ولا يليق بعلمك ونصابك وتقدمك وحفظك أن تقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ننزه عن الضحك في حال قراءتك له، وشيوخ بلدنا لا يرضون هذا، ولا يستجيزونه، وأكثروا من ذكر شيوخ بلدهم حتى احفظوه [؟] فقال لهم: ما في بلدكم شيخٌ إلا يجب أن يقعد بين يدي ويقتدي بي فإن ضحكت ضحك، وإن أمسكت أمسك، ودليل ذلك أني قد صرت معكم على غير موعد، انظروا أي حديث شئتم من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، اقرؤوا إسناده لأقرأ عليكم متنه أو اقرؤوا إن شئتم متنه أخبركم بإسناده.
قال القاضي أبو الوليد: ثم لقيت بعد ذلك أبا عبد الله الصوري ولازمته ببغداذ ثلاثة أعوام ما رأيته قط يتعرض لفتوى، ولا يعد نفسه من الفقهاء.
سمعت أبا طاهر السلفي يقول: سمعت أبا الحسين بن الطيوري [يقول:] كتبت عن جماعة أكثر من أن يحصوا فما رأيت فيهم أحفظ من أبي عبد الله الصوري، وكان يكتب بفرد عين ما لا يحسن أحدٌ من الحافظ أن