قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغداذي في ((تاريخ بغداذ)) من تصنيفه، قال محمد بن علي بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله الصوري: قدم علينا في سنة ثمان عشرة وأربع مائة، فسمع من أبي الحسن بن مخلد، ومن بعده، وأقام ببغداذ يكتب الحديث، وكان من أحسن الناس كلاماً عليه، وأكثرهم كتباً له، وأتمهم معرفة به، وما قدم علينا من الغرباء الذين لقيهم أفهم منه بعلم الحديث، وكان [دقيق الخط] صحيح النقل، وحدثني أنه كان يكتب في وجه ورقة من أثمان الكاغد الخراساني ثمانين سطراً، وكان مع كثرة طلب وكتبه صعب المذهب فيما يسمعه، ربما كرر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرات، وكان يسرد الصوم، ولا يفطر إلا يومي العيدين وأيام التشريق، وحدثني إنه لم يكن سمع الحديث في صغره، وإما طلبه بنفسه على حال الكبر، وكتب عن أبي الحسين ابن جميع بصيدا، وهو أسند شيوخه، [ثم] صحب عبد الغني بن سعيد