منى سنة سبع وتسعين ذكر لنا أن ولده عيسى حاج. فقال لي الحافظ الإمام محمد بن منصور السمعاني: هل لك في أن نقصده ونقرأ عليه شيئاً؟ فقلت: نصبر الآن حتى نسمع منه بمكة، ونشتغل هاهنا بما هو أهم من المناسك. فقال: صواب، فمضى هو مع النفر الأول إلى سروات، وكان يسكنها فبقيت حسرة لقياه في قلوبنا ولما رجعت إلى مدينة السلام ذكر أبو نصر محمود بن الفضل الأصبهاني أنه استجاز له منه، ونقل لي نسخة الإجازة، وكان شيخنا مسناً اجتمع المغاربة وأنفذوا إليه في تلك السنة فقدم مكة، فروى لهم عن أبيه كتاب ((الجامع)) للبخاري وغير ذلك.
وأخبرنا الشرف أبو شاكر العثماني، عن أبي ذر بشيءٍ يسير بمكة، وأخرج لي شيخنا الخليل بن عبد الجبار القراء بقزوين كتاب ((الدعوات)) جمع أبي ذر، فنظرت فيه، ثم وقعت لي بالإسكندرية نسخةٌ بهذا الكتاب وفيه سماع عيسى عن أبيه، هذا آخر ما ذكره السلفي، وقد وقعت لي هذه النسخة وهي إجازةٌ لي من السلفي وابن حميد، عن أبي مكتوم، عن أبيه.