ووقع لنا أيضاً من تواليف أبي ذر كتبٌ كثيرة، ومن سماعاته أيضاً ولله المنة.
كتب إلي أبو القاسم خلف بن عبد الملك القرطبي الحافظ من الأندلس قال: قرأت بخط أبي علي الغساني، أخبرني أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف بن سعيد الباجي، أخبرني أبي رضي الله عنه أن الفقيه أبا عمران الفاسي، مضى إلى مكة، وكان قرأ على أبي ذر شيئاً فوافق أبا ذر في السراة موضع سكناه فقال لخازن كتبه: اخرج إلي من كتبه كتاب كذا أو كذا انتسخه ما دام هو غير حاضر، فإذا حضر قرأته عليه، فقال الخازن: أما أنا فلا أجترئ على مثل هذا، ولكن هذه المفاتيح إن شئت أنت فخذها وافعل ذلك، فأخذها الفقيه أبو عمران، وفتح وأخرج ما أراد. فسمع الشيخ أبو ذر بالسراة الأمر فركب، وطرق إلى مكة، وأخذ كتبه وأقسم ألا يحدثه، فلقد أخبرت أن أبا عمران كان بعد ذلك إذا حدث عن أبي ذر شيئاً مما كان حدثه قبل يوري عن