سعيد العدد العديد الجمع الكثير، والجم الغفير من علماء الأمة، وأعلام الأئمة يطول ذكرهم، ولا يمكن في هذا الموضع حصرهم، وهو مما يعنى أصحاب الحديث بجمع طرقه إليه -رحمة الله عليه- وأما رواية أبي محمد سفيان بن عيينة الهلالي هذه عنه، فبدأ بها البخاري في أول ((صحيحه)) وجعلها كالخطبة له، فرواها هكذا عن أبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي عنه.

وأخرجها مسلمٌ في الجهاد: عن أبي عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، عنه.

وكنت قد بدأت بهذا الحديث في أول ترجمة ابن المبارك لما روي عن جماعة من العلماء في استحسان البداءة به، ثم أتبعته بحديثين من روايته أحدهما من أعلى ما وقع لي إليه، والثاني من أعلى ما وقع له إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان هناك كالمقدمة لما بعده، وأفردته هاهنا في هذه الترجمة ليكون أصلاً مختصاً بها، وأخرجته من الطريق التي ابتدأ بها البخاري كتابه لإخراجي إياه من كتابه إذ كان قد وقع لي بكماله عالياً من طريق أبي ذر كما بينته فيما تقدم، والله أعلم.

أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الحافظ، ونقلته من خطه قال: أبو ذر عبد بن أحمد بن محمد بن غفير الهروي نزيل مكة، حافظٌ كبيرٌ مشهورٌ كتب عنه الكبار، قرأنا على أبي بكر الطريثيثي عنه أحاديث، ولما وصلنا إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015