الحافظ المعدل، فلما فرغ من إملائه قال واحدٌ من القوم: من أراد أن يحضر إملاء أبي نعيم فليقم، وكان أبو نعيم في ذلك الوقت مهجوراً بسبب المذهب، وكان بين الحنابلة والأشعرية تعصبٌ زائدٌ يؤدي إلى فتنة، وقال: وقيل: وصراع طويل، فقام إليه أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام وكاد يقتل.
وأخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الحافظ في كتابه قال: ذكر الشيخ أبو عبد الله محمد الأصبهاني، عمن أدرك من شيوخ أصبهان: أن السلطان محمود بن سبكتكين لما استولى على أصبهان ولى عليها والياً من قبله ورحل عنها، فوثب أهل أصبهان به، فقتلوه، فرجع محمود إليها، وأمنهم حتى اطمأنوا، ثم قصدهم يوم الجمعة في الجامع، فقتل منهم مقتلةً عظيمة، وكانوا قبل ذلك قد منعوا أبا نعيم الحافظ من الجلوس في الجامع، فسلم مما جرى عليهم، وكان يعد ذلك من كرامة أبي نعيم رحمه الله.