(إِلَّا إِنَّمَا تعنون نَاقَة رحلكم ... فَمن كَانَ ذَا نُوق لَدَيْهِ رعاها)
قَالَ فَسمع الْأَب فَأَنْشَأَ يَقُول
(فَأَنا سنرعاها ونوثق قيدها ... ونطرد عَنْهَا الْوَحْش حِين أَتَاهَا)
فَسمع الزَّوْج ففهم فَأَنْشَأَ يَقُول
(سَمِعت الَّذِي قُلْتُمْ فها أَنا مُطلق ... فتاتكم مهجورة لبلاها)
قَالَ فَطلقهَا الزَّوْج وخطبها ذَلِك الْفَتى وأرغبهم فِي الْمهْر فَتَزَوجهَا
حَدثنَا الْعُتْبِي قَالَ اشْتَدَّ الْحر عندنَا بِالْبَصْرَةِ لَيْلَة وركدت الرّيح فَقيل لإعرابي كَيفَ هواؤكم البارحة قَالَ امسك كَأَنَّهُ يستمع حَدثنَا الرّبيع قَالَ سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول وقف إعرابي على قوم فَقَالَ رحمكم الله أَنِّي من أَبنَاء سَبِيل وأفضاء سفر فرحم الله امْرأ أعْطى من سَعَة وواسى من كفاف فَأعْطَاهُ رجل درهما فَقَالَ لَهُ آجرك الله من غير أَن يبتليك عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ قَالَ رجل من الْأَعْرَاب لِأَخِيهِ أتشرب الخازر من اللَّبن وَلَا تتنحنح فَقَالَ نعم فتجاعلا جعلا فَلَمَّا شربه أَذَاهُ فَقَالَ كَبْش أَمْلَح وَنبت أقبح وَأَنا فِيهِ أسجح فَقَالَ أَخُوهُ قد تنحنحت فَقَالَ من تنحنح فَلَا أَفْلح
حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الْحزَامِي قَالَ قدم إعرابي من أهل الْبَادِيَة على رجل من أهل الْحَضَر قَالَ فأنزله وَكَانَ عِنْده دَجَاج كثير وَله امْرَأَة وابنان وابنتان مِنْهُمَا قَالَ فَقلت لامرأتي اشوي لي دجَاجَة وقدميها لنا نتغدى بهَا فَلَمَّا حضر الْغَدَاء جلسنا جَمِيعًا أَنا وامرأتي وابناي وابنتاي والأعرابي قَالَ فدفعنا إِلَيْهِ الدَّجَاجَة فَقُلْنَا اقسمها بَيْننَا نُرِيد بذلك أَن نضحك مِنْهُ قَالَ لَا أحسن الْقِسْمَة فَإِن رَضِيتُمْ بقسمتي قسمت بَيْنكُم