قَالُوا وَأَوْلَمَ طَائِر وَلِيمَة فَأرْسل يَدْعُو بعض إخوانه فغلط بعض رسله فجَاء إِلَى الثَّعْلَب فَقَالَ أَخُوك يَدْعُوك فَقَالَ السّمع وَالطَّاعَة فَلَمَّا رَجَعَ أخبر الطَّائِر فاضطربت الطُّيُور وَقَالُوا أهلكتنا وعرضتنا للحتف فَقَالَت القنبرة أَنا أصرفه عَنْكُم بحيلة فمضت فَقَالَت أَخُوك يقْرَأ عَلَيْك السَّلَام وَيَقُول لَك الْوَلِيمَة يَوْم الِاثْنَيْنِ فَأَيْنَ تحب أَن يكون مجلسك مَعَ الْكلاب السلوقية أَو مَعَ الْكلاب الكردية فتجرعها الثَّعْلَب وَقَالَ أبلغي أخي السَّلَام وَقَوْلِي لَهُ أَبُو سرُور يُقْرِئك السَّلَام وَلَكِن قد تقدم لي نذر مُنْذُ دهر بِصَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس قَالَ أَبُو عُمَيْر الصُّورِي مر تَيْس بزق ففر مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الزق تنفر مني مثلك كنت ومثلي تكون قَالَ أَبُو سليم الْخطابِيّ من أمثلتهم قَوْلهم لَا أُرِيد ثوابك اكْفِنِي عذابك وَمثله قَول الشَّاعِر
(كفاني الله شرك يَا خليلي ... فإمَّا الْخَيْر مِنْك فقد كفاني)
قَالَ أَبُو سُلَيْمَان نظيرة قَوْلهم يدك عني وَأَنا فِي عَافِيَة وأصل هَذَا فِي مَا يتَكَلَّم بِهِ النَّاس على أَلْسِنَة الْبَهَائِم أَن فَأْرَة سَقَطت من السّقف فظفرت الْهِرَّة بحملها تَقول بِسم الله عَلَيْك فَقَالَت الْفَأْرَة يدك عني وَأَنا فِي عَافِيَة قَالَ المُصَنّف رَحمَه الله سَمِعت عَليّ بن الْحُسَيْن الْوَاعِظ يَحْكِي أَن عِيسَى بن مَرْيَم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مر على حَوَّاء يطارد حَيَّة ليأخذها فَقَالَت الْحَيَّة يَا روح الله قل لَهُ لَئِن لم يلْتَفت عني لأضربنه ضربا أقطعه قطعا فَمر عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ عَاد وَإِذا الْحَيَّة فِي سلته فَقَالَ لَهَا عِيسَى أَلَسْت الْقَائِل كَذَا وَكَذَا فَكيف صرت مَعَه فَقَالَت يَا روح الله إِنَّه حلف لي فلئن غدرني فسم غدره أضرّ عَلَيْهِ من سمي وَالله الْمُوفق للصَّوَاب
تمّ الْكتاب بعون الْملك الْوَهَّاب