أَنا نباذ وَقَالَ الآخر هُوَ قواد فَالْتَفت القَاضِي إِلَى الْمُدَّعِي عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَتُرِيدُ على طنبور أعدل من هذَيْن قُم فأعطه طنبورا اخْتصم رجلَانِ فِي شَاة وكل وَاحِد مِنْهُمَا قد أَخذ بِإِذْنِهَا فجَاء رجل فَقَالَا قد رَضِينَا بحكمك يرجع فِيمَا أحكم بِهِ فَحَلفا فَقَالَ خلياها فخلياها فَأخذ بأذنها وساقها فَجعلَا ينْظرَانِ إِلَيْهِ وَلَا يقدران على كَلَامه
قَالَ الْمُؤلف بلغنَا عَن أبي عمر القَاضِي أَنه قلد بعض الْأَعْيَان الْقَضَاء فَذكر عِنْده بأَشْيَاء لَا تلِيق بِالْقضَاءِ فَأَرَادَ صرفه فعوتب على ذَلِك وَقيل لَهُ أَن صَحَّ عنْدك مَا رمى بِهِ فأعزله فَقَالَ مَا صَحَّ عِنْدِي ولابد من صرفه قيل وَلم ذَاك قَالَ أَلَيْسَ قد احْتمل عرضه أَن يُقَال فِيهِ مثل هَذَا وتشبهت صورته بِصُورَة من إِذا رمى بِهَذَا يغار ان يشك فِيهِ وَالْقَضَاء أرق من هَذَا فَصَرفهُ دخل أَحْمد بن أبي دَاوُد على الواثق فَقَالَ لَهُ كَانَ عِنْدِي السَّاعَة مُحَمَّد بن عبد الْملك الزيات فذكرك بِكُل قَبِيح فَقَالَ الْحَمد لله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الَّذِي أحوجه إِلَى الْكَذِب عَن قَول الصدْق على ورغبتي عَنهُ تقدم رجل إِلَى بعض الْقُضَاة ليشهد فِي كتاب بِمهْر فَقَالَ لَهُ القَاضِي مَا اسْمك قَالَ الْمسيب فَقَالَ الْيَوْم لَا
فَمن الْمَنْقُول عَن الشّعبِيّ قَالَ مُجَاهِد دخل الشّعبِيّ الْحمام فَرَأى دَاوُد الْأَزْدِيّ بِلَا مئزر فغمض عَيْنَيْهِ فَقَالَ دَاوُد مَتى عميت يَا أَبَا عَمْرو وَقَالَ مُنْذُ هتك الله سترك وَدخل الشّعبِيّ على عبد الْملك بن مَرْوَان