الاذكياء (صفحة 173)

قَامَت لتتمطى فَلَمَّا تمطت جَاءَت لنرد يَدهَا فَلم تقدر وبقيتا حافتين فصاحت وآلمها ذَلِك وَبلغ الْخَلِيفَة فَدخل وَشَاهد من أمرهَا مَا أقلته وشاور الْأَطِبَّاء فَكل قَالَ شَيْئا واستعلمه فَلم ينجح وَبقيت الْجَارِيَة على تِلْكَ الصُّورَة أَيَّامًا والخليفة قلق بهَا فَجَاءَهُ أحد الْأَطِبَّاء فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا دَوَاء لَهَا إِلَّا أَن يدْخل إِلَيْهَا رجل غَرِيب فيخلو بهَا ويمرخها مروخا بعرفه فَأَجَابَهُ الْخَلِيفَة إِلَى ذَلِك طلبا لعافيتها فأحضر الطَّبِيب رجلا وَأخرج من كمه دهناً وَقَالَ أُرِيد أَن تَأمر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بتعريتها حَتَّى أمرح جَمِيع أعضائها بِهَذَا الدّهن فشق ذَلِك عَلَيْهِ ثمَّ أَمر أَن يفعل ذَلِك وَوضع فِي نَفسه قتل الرجل وَقَالَ للخادم خُذْهُ فَأدْخلهُ عَلَيْهَا بعد أَن تعريها فعريت الْجَارِيَة وأقيمت فَلَمَّا دخل الرجل وَقرب مِنْهَا سعى إِلَيْهَا وَأَوْمَأَ إِلَى فرجهَا ليمسه فغطت الْجَارِيَة فرجهَا بِيَدِهَا ولشدة مَا داخلها من الْحيَاء والجزع حمى بدنهَا بانتشار الْحَرَارَة الغريزية فعاونتها على مَا أَرَادَت من تَغْطِيَة فرجهَا وَاسْتِعْمَال بدنهَا فِي ذَلِك فَلَمَّا غطت فرجهَا قَالَ لَهَا الرجل قد برأت فَلَا تحركي يَديك فَأَخذه الْخَادِم وَجَاء بِهِ إِلَى الرشيد وَأخْبرهُ الْخَبَر فَقَالَ لَهُ الرشيد كَيفَ تعْمل بِمن شَاهد فرج حرمتنا فجذب الطَّبِيب بِيَدِهِ لحية الرجل فَإِذا هِيَ ملصقة فانفعلت فَإِذا الشَّخْص جَارِيَة وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا كنت لأبدي حرمتك للرِّجَال وَلَكِن خشيت أَنِّي أكشف لَك الْخَبَر فيتصل بالجارية فَتبْطل الْحِيلَة لِأَنِّي أردْت أَن أَدخل إِلَى قَلبهَا فَزعًا شَدِيدا بحمى طبعها ويقودها إِلَى الْحمل على يَديهَا وتحريكها وإعانة الْحَرَارَة الغريزية على ذَلِك فَلم يَقع لي غير هَذَا فأخبرتك بِهِ فأجزل الْخَلِيفَة جائزته وأصرفه قَالَ أَبُو الْقَاسِم وَلِهَذَا اسْتعْملت الْأَطِبَّاء فِي علاج اللقوة الضعيفة الصفعة الشَّدِيدَة على غَفلَة من ضد الْجَانِب الملقوا ليدْخل قلب المصفوع مَا يحميه فيحول وَجهه ضَرُورَة بالطبع إِلَى حَيْثُ صفع فترجع لقُوته

روى الصَّلْت بن مُحَمَّد الجحدري قَالَ حَدثنَا بشر بن الْفضل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015