يعتنق المسيحية، وهو له مؤلفاته أشهرها كتاب (المدينة الإلهية) وهو أهمها، وكتاب (الاعترافات)، وكتاب (اللطف).

واستمر هذا الطابع الجدلي للعقائد هجومًا ودفاعًا، هدمًا وبناءً لا بين المسيحية وغيرها فحسب، بل بين المذاهب المسيحية أنفسها، فلم يكن هم الكاتبين تصوير العقائد المختلفة كما هي، بل كان هدف كل كاتب التماس موطن من مواطن الضعف في عقيدة خصمه لإبطالها، وإبراز ناحية من نواحي القوة في عقيدته لنصرها ونشرها.

العصر الإسلامي:

ثم ظهر الإسلام في أوائل القرن السابع الميلادي، وما هو إلا أن تمكنت دعوته في سنة ستمائة واثنين وعشرين من الميلاد، من استنشاق نسيم الحرية خارج مكة، حتى انتشرت بسرعة البرق شمالًا وجنوبًا، وشرقًا وغربًا، ولم يمض قرن واحد حتى سرت في أقطار أوربا الغربية، أسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا حاملة معها علوم الإسلام وآدابه، وتشريعاته، مضافة إلى علوم اليونان، وفلسفتهم، مضافًا إليها ما اكتشفه العرب والمسلمون في رحلاتهم من علوم الشرق وآدابه، وما أفادوه من تجارب جديدة، ولم يكن بدعًا من الأمر أن يكون الغرب عالة على العرب في علوم الشرق، وإنما البديع والعجب العجاب أن يكون عالة عليهم في علوم أوربا نفسها، وأن يبقى كذلك حقبة مديدة من التاريخ، ولئن كان قد مضى الفتح الروماني دون أن يستفيد من الأدب اليوناني، ومضى العصر المسيحي في شغل بالجدل الديني؛ فإنه لم يفتح الغربيون عيونهم على تلك الكنوز العقلية إلا وهي في أيدي العرب والمسلمين الذين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015