بآلهة شتى؟ الطبيعة وما حوته من جمادات وحيوانات وأرواح، ثم تطورت إلى أن وصلت للإله الواحد، لقد ذكرت: أن العلماء في هذه المسألة لهم رأيان هما:
الرأي الأول: المذهب التقدمي أو التصاعدي، ويتزعمه فريق من علماء الأديان والمقارنة، ومن علماء الاجتماع الدين أمثال: "سبنسر" و"فرويد" و"دوركايم" وغيرهم من علماء الغرب مسيحيين ويهود، وتبعهم قليل من المسلمين مثل العقاد في كتابه (الله) وطه الهاشمي في كتابه (تاريخ الأديان) وفلسفتها يرى هذا الفريق أن التدين بدأ بالخرافة والأوهام، ثم انتقل إلى الوثنية والشرك، وأخذ الإنسان يتطور في دينه، وعقيدته على مدى الأجيال حتى وصل إلى التوحيد والتوحيد في نظرهم هو آخر مرحلة في التصور والتدرج، وأن الاعتراف بالإله الواحد مسبوق بعبادة الشمس.
يقول العقاد: "ترقى الإنسان في العقائد، كما ترقى في العلوم والصناعات، فكانت عقائده الأولى مساوية لحياته الأولى، وكذلك كانت علومه، وصناعته، فليست أوائل العلم والصناعة بأرقى من أوائل الأديان والعبادات، وليست عناصر الحقيقة في واحدة منها بأوفر من عناصر الحقيقة في الأخرى".
فيرى أصحاب هذا الرأي أن عقيدة التوحيد ظهرت متأخرة بالقياس إلى ظهور الوثنية، والشرك ظهرت عقيدة التوحيد بعد أن توسعت مدارك الإنسان، فشعر أن ما كان يتصوره من وجود قوى روحانية عليا في الأشياء التي عبدها لم تكن سوى وهم وخداع، وصار يقتصد في الشرك إلى أن وصل إلى التوحيد، وهم يعتبرون أن إخناتون أقدم الموحدين لأنه دعا إلى عبادة الشمس وحدها دون بقية المعبودات عند المصريين، ثم يتحدثون عن التوحيد كآخر طور من أطوار العقيدة، كما جاء في الإسلام.