معلميهم سواء كان "كنفشيوس" أو "لاهتوس" أو غيرهما، وتغشتها الأساطير. وقد ضمت إليها أشد الطقوس والفكرات الخرافية تعقيدًا وخروجًا عن المألوف، فلقد نشطت أفكار السحر البدائية، وتحركت الأساطير البشعة التي ظهرت في ماضي طفولة جنسنا تكافح ضد التفكير الجديد في العالم، ونجحت في أن تسدل عليه ستارًا من طقوس غريبة مضحكة، وغير معقولة، وعتيقة بالية.
وعلى الجملة: فإن أصحاب الرأي الأول لا يقولون برسالة سماوية ظهرت عند الصينيين.
الرأي الثاني: يذهب أصحاب الرأي الثاني إلى القول بظهور رسالة صادقة في بلاد الصين، تضمنت دعوتهم إلى دين صحيح، والقائلون بهذا الرأي يستدلون بما في التراث الصيني من روائع أخلاقية وحكم ووصايا، لم تقف عند حد الفكر النظري، بل وصلت إلى قمة السلوك التطبيقي.
إن العديد من علماء مقارنة الأديان يقفون معجبين بما كان عند الصينيين القدماء، وكثيرًا ما يحاولون مقارنتَه بما في الكتب السماوية المقدسة؛ لاستخراج ما بينهما من تماثل في القضايا والحكم؛ تأييدًا لرأيهم في إرجاع ما عند الصينيين لرسالة صحيحة، وهؤلاء العلماء يرون أن السماء التي اتخذها الصينيون إلهًا عظيمًا لهم ورمزًا لسمو الإله وقداسته، وكل خلق من صناعته وهم إليه منتسبون، وتبعًا لطول الزمان وبُعد الرسالة، اتخذ الصينيون مظاهر الطبيعة والأسلاف والأرواح آلهةً صغرى يعبدونها ويقدمون لها القرابين؛ خضوعًا للتحريف وتداخل التأليف البشري.
وعلى هذا، فأديان الصين عبارة عن بقايا رسالة سماوية مع تآليف بشرية خيالية من وضع الكهنة والأباطرة، ويرجع السبب في رقي الجانب الأخلاقي في نظر