العملي الأخلاقي، مع سكوته التام عن تناول أحد أركان العقيدة الدينية، اللهم إلا في الألوهية، فلقد تناوله بإيجاز وتصور يدل على الاختراع البشري والتأليف العقلي، فالإله العظيم هو السماء، أو الروح السائدة فيها، وكل الآلهة الأصغر متصلة بالسماء إيجابًا وسلبًا، وحتى العبادات الواردة عبارة عن ألوان من المراسيم الإمبراطورية في العصور القديمة ألبسوها ثوب الدين، وأسسوا لها البنايات الشاهقة؛ لتكون دورًا للعبادة.

ويبدو أن الأمراء والحكام بالغوا في تدعيم هذا؛ تقويةً لسلطانهم؛ لأن الإمبراطور كان كبير الكهنة في نفس الوقت، ولهذا اشتهر تعظيم الأسلاف حتى عُدُّوا من آلهة الصينيين، ووصل الأمر ببعض هؤلاء العلماء إلى جعل الصينيين من الأمم التي لم تظهر فيها رسالة صحيحة، ويقارنها بالهنود والمصريين الذين جاءتهم رسالات سماوية، ويستنتج هؤلاء العلماء من عجز الصينيين عن الوصول إلى التوحيد الخالص، عجز العقل مجرد عن معرفة الله، والإحاطة بصفاته؛ لأنه لو لم يعجز لتمكن الصينيون من معرفة الله، وأصحاب هذا الرأي فريقان:

فريق يبني رأيه على مبدأ التطور والترقي، حيث يتتبع الفكر الصيني ويستخرج منه ما يدل على هذا.

والفريق الثاني: لا يقول بنظرية التطور أساسًا، ولذلك نجده يبني رأيه على أساس التداخل العقل في إيجاد الدين الصيني على فترات التاريخ صعودًا أو هبوطًا بلا تطور نحو الأرقى، وإلا لتمكن الصينيون من الوصول بعقولهم إلى التوحيد الخالص، مع أن ذلك لم يحدث، والذي حدث أن العقول كانت تتقهقر بالفكر والدين في الصين إلى الوراء. يقول "ولز": حدث في الصين أن أفسد التعليم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015