إلى البقاء صالحين طريق الحياة الصالحة، هو طريق المعرفة، وعبادة الأسلاف، ووفاء الآباء والأبناء، ووفاء المواطنين لحكامهم، وقبل كل شيء العدالة، وللعدالة، ويقول "مو" وهو فيلسوف صيني ولد بعد "كنفشيوس" وقد عرف أتباعه نظام الجماعة المنسقة، حيث يعقدون اجتماعات دورية بأمر مختارين مِن بينهم، وله كتابه المعروف بكتاب (مو) يقول: تريد السماء من الناس أن يحبوا، وأن ينفع بعضهم بعضًا، ولا تريد من الناس أن يكرهوا ويسيء بعضهم إلى بعض، وكيف يعرف هذا؛ لأن السماء تشمل الجميعَ بحبها لهم، وتشمل الجميعَ بنفعها لهم، لا وجودَ لشباب أو لمسنيين أو لأشراف أو لسوقة، فالكل راعية السماء.
هذا وقد وضعت الأخلاق الصينية في نظم مفصلة منها نظام صلاح الفرد والمجتمع، ويقوم على حسن أداء الفرد لواجبه، ومحافظة على حقه، كما أنهم يحددون العلاقات الرئيسية في المجتمع وهي علاقة الأمير بالرعية، وعلاقة الأب بالابن، وعلاقة الأخ بإخواته، وعلاقة الزوج بزوجته، وعلاقة الصديق بالصديق، فإن روعيت الأخلاق الفاضلة في هذه العلاقات حسن حال الفرد والمجتمع، ويسمون هذا النظام بالتبادل الحسن.
ثانيًا: نظام الفضيلة القانوني:
ويقوم على اعتبار أن الفضيلة وسط بين طرفين ولا تتحقق إلا بالاعتدال والاقتصاد في جميع الأفعال، فالقناعة مع الجد من غير استسلام فضيلة، واللين من غير ضعف فضيلة، والرحمة مع العدل مع المسيء فضيلة. وهكذا. وغاية الفضائل تحقيق الكمال الإنساني، والسعادة الدنيوية، وإقامة المجتمع على التواد والتآلف والإخلاص والإلفة.