السماء في احتفال ديني يُعلن عنه بأمر إمبراطوري، وتتم ترتيباته تحت إشراف المجلس الكهنوتي، ويحدد مجلس التنجيم التاريخَ المعين له، وقبل الاحتفال بخمسة أيام تفحص الضحايا المقدمة للقربان؛ للتأكد من سلامتها، وينقش خطاب الإمبراطور على لوحة خاصة، وفي اليوم السابق ليوم القربان يقام عرض فخم يسير إلى ساحة المعبد، ويُعرف المعبد بمذبح السماء، ويتكون من ثلاث شرفات، ترتكز الواحدة فوق الأخرى، وأعلاها يبلغ قطرها تسعين قدمًا، والوسطى قدرها مائة وخمسون قدمًا، والثالثة وهي الأدنى مائتان وعشرة أقدام.

وأمام الشرفات ما لا يقل عن ثلاثمائة وستين لوحة، وللشرفات سلالم أربعة، في كل جهة واحد، وحول المعبد فناء دائري وآخر أبعد من الأول مربع محاط بسور أحمر، ويتكون المعبد من داخله من فرن كبير لحرق الأضاحي، ومناضد تجمع منها الهيئات، ومخازن متعددة، وأماكن المرتلين وكبار الرسميين والكهنة، ويمتاز المعبد بالروعة والجمال والنظافة، لدرجة أن مبشرًا أمريكيًّا ذهب لزيارته منذ سنوات فخلع حذاءه من قدميه؛ محافظةً على نظافته رغم النظام لا يقضي بذلك، وقد امتلأ المعبد بالعديد من التحف النادرة التي أُهديت له في مختلف العصور.

فهذه صورة المعبد الذي يقام فيه العرض، والذي يتقدمه الإمبراطور؛ لأنه رئيس الكهنة، وبصحبة الحرس والموسيقيين، والراقصين والقواد، وأصحاب الأعلام، والمظلات والضحايا، ويظل هذا الجمع سائرًا طوال الليل حتى يأتيَ يوم الاحتفال وفيه تُحرق الضحايا، ويغسل المعبد، وتقام الدعوات والصلوات، وتلقى الأناشيد بصحبة المزامير، وذلك كله للإله العظيم السماء الذي سمي المذبح باسمه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015