وعلى الجملة: فإن الباحث في العقيدة الصينية بالنسبة للآلهة يجد خلطًا وتداخلًا بين توحيدهم للإله وبين تعديدهم له، مما حدَا ببعض العلماء أن يتصور ذلك نتيجة تأثرهم بعقائد الدول المجاورة، الأمر الذي جعلهم يفرزون عقيدةً خاصةً بهم، جامعة للقضايا المتناقضة في المسألة الواحدة.
والذي يهمنا هو مجرد الإحاطة بعقيدة الصينيين في الآلهة، ومعرفة مدى تصورهم في هذا المجال، إنهم كان يعتقدون في الآلهة -في آلهة متعددة- وينظرون إلى إله واحد منها على أنه أعظمها جميعًا، يمنحهم البركة، ويجتهد الصيني في إرضائه، فبرضاء هذا الإله العظيم الذي هو في السماء أو الذي هو السماء ترضى جميع الآلهة؛ لأنه تستمد حاجتها منه، فالمطر إله ينزل من السماء، والسحب إله تأتي هي الأخرى من السماء، والريح إله تهب أيضًا من السماء، والرعد والبرق وقوس قزح موجودة للرائي من السماء، والأسلاف صعدت أرواحهم للسماء.
وبهذا فالسماء رب الأرباب، وإله الآلهة. ومن الأناشيد التي كانوا يناجون بها الإله العظيم، جاء قولهم: "اجعلني وقورًا، طريق السماء واضحة، وتحديداتها غير هين الاحتفاظ بها، لا تجعلني أقول إنها مرتفعة جدًّا وبعيدة عني، إنها تصعد وتنزل نحو أفعالنا، تراقبنا يوميًّا حيث تكون، لست إلا كطفل صغير بغير نباهة حتى أحترم واجباتي، سأتعلم القبض بقوة على وميض المعرفة حتى أصل إلى النباهة المنيرة، أعنِّي لاحتمال عبء منصبي، وأرني كيف أظهر بسلوك فاضل".
وهكذا، اعتقد الصينيون في آلهة أحاطوها بالتقديس والاحترام والتعظيم.
الركن الثاني: العبادة والقرابين:
تتضمن الكتب الصينية القديمة تصويرًا لبعض القرابين وألوان العبادات التي يؤديها الصيني لآلهته في احتفالات عامة، ومن أهمها القربان الذي يقدم بمذبح