الوقت، وإذا لم تعمل السماء ضده فما أصغر الناس إيذاءَه، وما أصغرَ عملًا شبيهًا بالروح.
وبالنظر في هذه النصوص نلمح أن السماء المذكورة لا يقصد بها تلك القبة الزرقاء، بل يقصدون بها سائرَ الأفلاك ومداراتها، والقوة المسيطرة التي تسيطر عليها، وتسيرها في مداراتها، وباتصالها بالأرض وبالأمطار والرياح، تنبت الأرض من كل زوج بهيج، وكانت عبادة الصينيين للسماء؛ لأنهم يعتقدون أنها عالم حي منظم دقيق محكم، وأن كل ما في العالم من قوى مسيرة، إنما هو خاضع لسلطان السماء، وكما سمي الإله بأسماء الطبيعة فإن بعض الكهنة والأمراء سموا بأسماء تنسبهم إلى الإله الطبيعيين: ابن السماء، الأمر الذي جعل الصينيين يتجهون لتعظيم الأسلاف واتخاذهم آلهة، لدرجة أن الكثير منهم يعتقد في أن "كنفشيوس" ند للسماء يُعبد وتُقدم له القرابين.
ونظرًا لقرب الصين من الهند نجد بعض الفلاسفة الصينيين يحاول وضع مذهب صيني متأثرًا بأهم تعاليم البوذية، وبخاصة إنكارها للإله، وقولها بالتناسخ، إلا أن هذه المحاولة لم يكتب لها الانتشار وقد قام بها الفيلسوف الصيني "شوهس".
ومن العجيب في العقيدة الصينية أنها تربط بين الآلهة المتعددة برباط واحد مشترك، فالأعمال مقدرة عند السماء، والإمبراطور الكاهن ابنان للسماء يعبدان من الناس، وعليهما أن يعبدَا السماء، والعقوبة للمسيء تأتي من قبل البشر بتسليط السماء لهم بصورة مستترة. جاء في أساطير الصين: أن ملِكًا استولى على العرش بعد أن انتصر على الملك الذي قبله وقتله، ثم قال: أعطى الإله لكل إنسان ضميرًا إذا اتبعه يحفظه، ويقوده إلى الطريق السوي، والإله دائمًا يبارك الطيب، ويعاقب الرديء، وكذلك أنزل المصائب على بيت الملك السابق حتى يضع حدًّا لآلامه ومساوئه.