وتصورهم أن مهاويرا جاء تابعًا لسلسلة طويلة من الرهبان الذين دعوا إلى الجينية، وهو الرابع والعشرون.
واعتبرنا هذه المسائل الأربع من الأساطير الوهمية؛ لأن مهاويرا نفسه ينكر الآلهةَ، فكيف يُقال: إنه مِن اختياره؟! كما أن من يولد مزودًا بأكثر من نصف العلم والمعرفة يمكن أن يصل إلى كله بمجرد النضج والتفكير العقلي بلا مشقة وتعب، وأيضًا فإن أي عاقل يعايش جماعةً من الناس يستطيع إدراك ما يجول بخواطرهم، ولو أن مهاويرا كان تابعًا لغيره لنُسبت الجينية لمن سبقه، ولَمَا عدت رد فعل للهندوسية.
يقول الجينيون: إن مهاويرا وصل بعد سنتين من صراع النفس وقَهْر شهواته إلى نهاية الطريق، وحصل على درجات العلم الخمس، فلقب بالمرشد، وأخذ يدعو الناس إلى أن جاء أجله، فقضى نحبه سنة خمسمائة وسبع وعشرين قبل الميلاد تقريبًا.
والشاهد أن مهاويرا الذي نشأ هذه النشأة المعينة، ووصل إلى مرحلة الذهول وعدم الإحساس بما حوله، وبَعد مدة أخذ يدعو لعقيدته في عشيرته ومدينته وفي الإقليم الذي يتبعه، مسجلًا دعوته في النصوص الكثيرة التي خاطب بها الناسَ من خلال خطبه ووصاياه، وإجابته على الأسئلة التي وُجهت إليه.
مصادر الجينية، وتعاليمها فيما يلي:
أولًا: المصادر الجينية:
يرى الجينيون أن كل ما ذكره مهاويرا يعد مصدرًا لعقيدتهم على اعتبار أنه أُلهِمَ به، ويحصي أتباع مهاويرا له خمسًا وخمسين خطبة، وإجابة ستة وثلاثين