سؤال، وعددًا وفيرًا من الحكم والوصايا، وهو تراث قليل يسهل حفظه والمحافظة عليه بالمشافهة، ولذلك درج الجينيون طوال الثلاثة قرون على عدم كتابته، لكنهم بعد هذه المدة خافوا من ضياعه واختلاطه بغيره، فعقدوا مؤتمرًا لمدارسة الأمر، وجمعوا بعضَ نصوصهم في عدد من الأسفار، ولم يتفقوا على جميع ما وجدوا، ولذلك توقفوا عن كتابه قانون عام للجينية. ولكنهم في العام سبع وخمسين من الميلاد اجتمعوا مرةً ثانيةً لنفس الغرض، وعاودوا الاجتماع في القرن الخامس الميلادي، واتفقوا على كتابة التراث الجيني وتسجيله، ولم يكتفِ الجينيون بما ذكره مهاويرا وإنما ضموا إليه أقوالَ الكهنة والمرشدين الذين حصلوا على درجات العلم الخمس التي يتصورونها، وهي:

الأولى: الإدراك بطريق الحس والذهن.

الثانية: الإدراك بالفَهم من الوثائق المقدسة.

الثالثة: الإدراك بالروح، حيث يعلم الشخص الأشياءَ غير المرئية بواسطة الروح.

الرابعة: الإدراك بالوجدان، ويتعلق بما ليس له صورة في الواقع، أو في الذهن، وهذا الإدراك يتخطى الزمان والمكان والأشياء.

الخامسة: الإدراك بما في الضمائر والأسرار، وهو أرقى درجات العلم.

وعلى هذا، فالمصادر الجينية أقوال مهاويرا، وأقوال المرشدين الذين نالوا بواسطة الرياضة والزهد على جميع القناعة، وحصلوا على درجات العلم المذكورة.

ثانيًا: أركان الجينية:

تقدم المصادر الجينية تصورًا معينًا عن أركان الديانة الجينية، وهي في جملتها لا تختلف عن البوذية إلا في نواحٍ قليلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015