ومن هذه المبادئ: تقدير الكائن الحي إنسانًا كان أو حيوانًا فليس فيهم منبوذ، وكل الحياة جميل كريم. ومن هذه المبادئ: إلزام جميع البوذيين بالعمل الذي شرعه بوذا بصورة متساوية. ومن هذه المبادئ: دعوة جميع البوذيين إلى التنازل عن ثرواتهم؛ ليكونوا طاهرين بقدر الإمكان؛ لأن الثروةَ تؤدي إلى الظلم والطغيان، وتحول صاحبَها إلى خادم لها؛ وحينئذٍ فالتنازل عنها هو العمل السليم، أما إذا لم يستعبد المال صاحبه وهذا لا يحدث إلا نادرًا، فإن بوذا لا يمنع التملك.
ويوضح هذا المنهج عند بوذا إجابته عن سؤال وُجِّه إليه جاء فيه: هل أنت تدعو إلى البطالة وهجر العمل؟ فأجاب: إني أدعو إلى هجر ما لا يجوز فعله للجسد واللسان والفكر، وكذلك أدعو إلى ترك كل عمل قبيح يجر إلى الشرور، ولكن بجانب هذا أدعو إلى القيام بكل ما هو حسن، وكذلك أدعو إلى الإقبال على كل عمل يؤدي إلى الخير والسعادة.
وفكرة إلغاء الطبقات فكرة مقبولة وحسنة؛ لأن الأديان السماوية تقوم على الأخوة والمساواة والمحبة والعدل، لكن نلحظ أن بوذا يخطئ في محاولته نشر هذه الفكرة الجميلة، إنه يسلم بوجود الطبقات في غير البوذيين، وهذا لا يجوز؛ لأن كرامة الإنسان مطلقًا تتعلق بحقيقة وجوده وهو هو بجوهره أيًّا كانت عقيدته. وأيضًا فإن بوذا يقصد تكريمَ الإنسان البوذي من الرجال منهم دون النساء، ويرى أن المرأة خطر على المجتمع، ولا يصح قبولها في طائفة البوذيين. سأله مرة أحد أتباعه: كيف نعامل النساءَ أيها السيد؟ فأجابه: لا تنظر إليهن، ولا تخاطبهن، وكن منهن على حذر.