وهذا الموقف من بوذا يشير إلى جعله المرأة طبقةً منبوذةً، مع أنها إنسان تتساوى مع الرجل في التكريم والحقوق. وهناك خطأ آخر وقع فيه بوذا حينما جعل البوذيين طبقةً تتميز عن غيرها من الطبقات، بينما كان الواجب -تبعًا لفلسفته- أن يكون البوذيون مع الناس سواسية إن لم يكونوا الطبقة الخادمة الملتزمة بتحقيق الخير للجميع.
وعلى الجملة: فإن السبب في هذه الأخطاء يرجع إلى أن بوذا في دعوته كان يتجه إلى السلبيات الموجودة في الهندوسية فقط، الأمر الذي أوقعه في سلبيات أخرى.
ثالث العقائد ما يسمى بالنرفانا:
تعتمد هذه العقيدة على فكرة تناسخ الأرواح التي توجد من خلال تكرار المورد، وهي نفسها عقيدةُ الانطلاق الهندوسية، والفرق بينهما ينحصر في أن الهندوسية ترى أن الروح إذا ترك صاحبها وتغلب على شهواته ورغباته، تسمو روحه وتندمج وتفنَى في الله برهمة، بينما البوذية -لأنها تنكر الإيمانَ بالله- ترى أن الروح التي ترقّى صاحبها تصل إلى درجة الصفاء الروحي، والتخلص من جميع الأغراض الشخصية، وبذلك تنقذ الإنسان روحه من تكرار المورد، ويتوقف عن عمل الشر تمامًا.
ومعنى هذا الفرق: أن النرفانا تحدث والإنسان حي.
كان هذا عن أركان البوذية من بعد مصادرها.
فماذا عن الأخلاق في البوذية؟
تقوم البوذيةُ على الزهد والتقشف، وعلى ضرورة أن يصل معتقدوها إلى النرفانا، يتخلصوا من الآلام، ويبتعدوا عن كل عمل سيئ.