لقد اكتشف الهنود أن الكائنات البشرية تنقسم بطبيعتها إلى أربع فئات، حيث تسعد كل منها بعمل معين يناسبها، حدده لها النظام الهندوسي، ويلاحظ أن هذا الرأي يتجه إلى جعل نظام الطبقات مسألة اجتماعية، ظهرت من خلال استعداد الفرد وطاقاته المختلفة، ولا صلة له بالعقيدة الهندوسية، لكن الواقع يؤكد ارتباط هذا النظام بالعقيدة الهندوسية، والهندوس يرونه نظامًا مقدسًا، ويرون خروج كل طبقة من مكان معين من جسد الإله برهمة.

ويؤيد هذا الواقع أيضًا أن الهندي لا ينتقل من طبقته مهما كانت استعداداته وعبقريته. إنه مضطر إلى البقاء في طبقته، والويل لمن تحدثه نفسه بغير ذلك؛ لأنه إن صار على هذا ينحط قدره، ويكون من المنبوذين.

ومن العقيدة إلى العبادة، العبادات الهندوسية تحدد المصادر الهندوسية الهدف الأسمى للهندوسي، وتذكر أنه الوصول إلى الإله والفناء فيه، وترى أن هذا هو قمة السعادة للإنسان، ولذلك نجد الهندوسية توضح المنهج الأمثل لتحقيق هذا الهدف. إن المنهج يشمل طقوسًا وعبادات معينة، كما يشمل نظمًا وأخلاقًا، والعبادات في الهندوسية كثيرة، وهي أساس منهج الوصول والسعادة، وأهمها ما يلي:

الأولى: الحج، وهو قصد أحد البلاد الطاهرة أو أحد الأصنام المعظمة، أو أحد الأنهار المطهرة يغتسل الهندوسي بها، ويخدم الصنم ويهدي إليه، ويكثر التسبيح والدعاء، ويتصدق على البراهمة والسدنة ويحلق رأسه ولحيته، والحج عند الهندوسيين تطوع وفضيلة، وليس فرضًا ملزمًا. حددت النصوص الهندوسية الأماكن التي يحج إليها الهنود، كما أنها أجازت الحج إلى أي مكان يوصف بفضيلة ما في أي وقت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015