كما أنهم يفضلون بعض الأماكن على غيرها، ومن الأماكن المفضلة بلدة بارَنْسِي، وزهادهم يقصدونها ويلزمونها، ويحرصون أن تأتيهم آجالهم فيها، ويقولون: إن سافك الدم مأخوذ بذنبه إلا أن يدخل بلدة بارنسي، فينال فيها العفو والغفران، ومن هذه الأماكن أيضًا بُوكَر وكشمير، وهناك العديد من الأساطير حول السبب في تعظيم الأماكن المعظمة.
العبادة الثانية: الصوم وهو إمساك عن الطعام مدة ما. يقول البيروني: "والصوم أنواع يختلف بحسب مقدار المدة وبحسب صورة الفعل، فأما الأمر المتوسط الذي به تحصل شريطة الصوم، فهو أن يعين اليوم المصوم ويضمر اسمًا يتقرب به إليه، على أن يبدأ الصوم من ظهر اليوم السابق إلى شروق شمس اليوم التالي أو إلى الظهر منه، على أن يعلن اسمًا يصام لأجله في يوم الصيام نفسه، مع الإكثار من التسوك والاغتسال، ومن الصوم أنواع أخرى كأن يأكل عند الظهيرة فقط ثلاثة أيام، ويعقبها بالطعام في العتمة ثلاثة أيام كذلك".
وهكذا تنوع الصوم عند الهندوسي تبعًا لاختلاف مدة الانقطاع عن الطعام، وتبعًا للغرض الذي من أجله كان الصوم. ويرى الدكتور علي عبد الواحد وافي أن عبادة الصوم نوعان؛ نوع خاص لرجال الدين البرهميين، حيث يلزمهم الصيام في أوائل كل فصل من فصول السنة، ووقت الكسوف ومن غروب الشمس إلى غروب الشمس إلى غروب الشفق الأحمر كل يوم، وصوم الخاصة فرض لازم، ونوع للعامة ومنه الصوم الذي أوردناه أولًا، وصوم العامة فضيلة وتطوع.