طبقة الكشترية: لا يجوز للكشتري أن يشتغل بغير الجندية، والكشتري يعيش جنديًّا حتى في وقت السلم، وعليهم أن يتجمعوا عند أول النداء، على الملك أن يعد لهم عدد الحرب وأسلحته. طبقة الوِيشِية: الويشي يربي الماشية على الدوام، وعلى التجار منهم معرفة قوانين التجارة ونظم الربا، وليعلم الوشي جيدًا كيف يبذر الحبوب وليفرق بين الأرض الجيدة والأرض الرديئة، وليطلع على نظام الموازين والمكاييل اطلاعًا كافيًا، وليعرف أجر الخدم ولغات الناس، وما تحفظ به السلع وكل ما يمت للبيع والشراء بصلة.
طبقة الشدرا: على الشدري أن يمتثل امتثالًا مطلقًا أوامر البراهمة، ولا يجوز له أن يجمع ثروة ولو كان قادرًا، ويأتي بعد هذه الطبقات وخارج النظام جماعة المنبوذين، وهؤلاء هم سلالة العناصر المغلوبة أو العبيد أو الهنادك، الذين طردوا لخروجهم على تعاليم نظام الطبقات، وكفروا بالديانة الهندوسية، وأعمال المنبوذين لا تزيد عن خدمة الطبقات الأربع المذكورة.
وقد كان لارتباط هذا النظام الطبقي بالعقيدة، أن تمسك الهنود به بصورة قوية فما يزال حتى الآن مطبقًا بين تسعين في المائة من السكان، وبخاصة في المناطق الريفية، برغم المحاولات العديدة التي بذلت للتخفيف من قسوة هذا النظام، على فترات متعاقبة في تاريخ الهندوسية، ومع ما في نظام الطبقات من ظلم وإساءة للهنود، فقد وجدنا بعض فلاسفتهم يدافع عنه ويؤيده بالمبررات فيقول: إنه نظام لا يسمح للفوضى والصراع والتذمر من خلال تحديده لمكانة وعمل كل فرد.