وكانت عقائد الهنود تحرم عليهم تعليم ما في هذه الكتب لغير الهندوسيين؛ لجهل الغير بمكانتها، وقد بقيت هذه الكتب مجهولة حتى القرن العاشر الميلادي والرابع الهجري، حتى استطاع العالم المسلم محمد بن أحمد أبو الريحان البيروني أن ينقل إلى اللغة العربية نصوصًا كثيرة من محتويات الفيدا، فكان بذلك أول عالم أخرج الديانة الهندوسية إلى عالم النور، وعرف العالم بمعتقداتهم وكتبهم، الأمر الذي وجه أنظار العالم والعلماء إلى أهمية دراسة المعتقدات الدينية الهندية من كافة جوانبها.
وقد استطاع أحد علماء الفرس الحصول على بعض أجزاء من الفيدا، فترجمها إلى اللغة الفارسية، سنة ألف ستمائة سبع وخمسين من الميلاد، وبعد ذلك ترجمت إلى عدد من اللغات العالمية، ويرى البعض أن بعض هذه الفيدات ثمرة تأليف أشخاص عاديين، بالرغم من اعتقاد الهنود أنها جاءت عن طريق الوحي، الذي ألقي فيه رُوعي المنجمين والحكماء.
المصدر الثاني بعد الفيدات: الرسائل المسمى اليُوبُونَشَدات، وتشمل مجموعة الشروح والحواشي التي أثارتها الفيدات عند حكماء البراهمة ورجال الدين، وبرغم أن هذه الشروح والحواشي تدور حول الفيدات، إلا أن الهنود يرونها مقدسة، ويرون أنها جزء مكمل للفيدات نفسها، ويحيطونها بدرجة كبيرة من السرية مع أنها ظهرت متأخرة عن الفيدات بوقت طويل.
وتتضمن هذه الرسائل مائتين وخمسين رسالة على الأقل، بعضها منثور وبعضها الآخر منظوم، وكانت الرسائل تلقن شفويًّا لطلاب المدارس، في شكل مذكرات مختصرة لسهولة حفظها، ونظرًا لكثرة الرسائل وطولها اقتصرت كل مدرسة على مجموعة منها فقط، في صورة مذكرات أو تراتيل أو حوار، وقد أدى اعتبار