تكون العقيدة المصرية بدأت بالتوحيد الخالص ثم انحدرت إلى الشرك وتعدد الآلهة.
ويستدل الأستاذ محمد الهاشمي على أن البدء كان بالتوحيد الخالص الموحى به من عند الله، بما رآه العالم الأثري مانيتون استنتاجًا من الآثار المصرية القديمة؛ إذ يؤكد على أن هناك أنبياء ورسلًا أرسلوا إلى مصر، ويستدل كذلك بقول العلامة ماسبيرو: "وكان إله المصريين الأول عالمًا بصيرًا يدرِك ولا يدرَك، موجودًا بنفسه حيًّا بنفسه حاكمًا في الأرض والسموات، فهو أبو الآباء وأم الأمهات لا يفنى ولا ينضب أبدًا".
وبعد التوحيد أخذت الديانة المصرية تتطور تنازليًّا إلى عبادة آلهة ثلاثة ثم إلى تسعة، وهكذا زادت شيئًا فشيئًا، حتى وصلت إلى ما يقرب من المائة. أستاذ محمد فؤاد الهاشمي في كتابه (الأديان في كفة الميزان).
ولم تكن محاولة أخناتون في الدعوة إلى التوحيد؛ إلا لأنه قرأ شيئًا فشيئًا عن التراث الديني القديم وتأثر به، وأراد نشره في الناس، ولذلك كان توحيده مشوبًا بصفات البشرية وسماتها، وذهب آخرون إلى أن التوحيد الذي ظهر في مصر منقول من دعوة داود -عليه السلام- الذي أرسل لبني إسرائيل.
ويستدل على ذلك بأن التوحيد المصري الذي أعلنه أخناتون ظهر بعد دعوة داود -عليه السلام- مباشرة، وأيضًا فإن بعض أنشودة أخناتون للإله آتون تتشابه مع الفقرات من عشرين إلى ثلاثين من المزمور رقم مائة وأربعة من العهد القديم، مما يدل على اتفاق إلى حد كبير بين الأنشودة وفقرات المزمور المشار إليها، بل اتحدتا في ترتيبهما.