وعجبًا لتفاوت غائلته وحقده، كيف يمتنع عن المعايب وليس هو عندكم غير من اتصف بهذه المعايب، حتى سمرت يداه ورجلاه، ولا قنع من آدم صاحب الذنب بالتوبة حتى غرست الخشبة في ظهره؛ تكفيرًا لما ارتكبه آدم في الجنة.
أخبرني ما الذي أوجب لآدم -عليه السلام- أن يكون موصوفًا لديكم بهذه الشتائم، وهو أبو البشر والله قد تاب عليه واجتباه، أستغفر الله من شر ما جئتم به وهو الغفور الرحيم، ثم وصفتم فيما جئتم به من كذب حادثة الصليب وأحاديثها الفاسدة، ثم قلتم: قام بعد ثلاثة أيام من القبر، وتحدثتم عن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب، أنهما اشتريتا حنوطًا وأقبلتا إلى القبر وقالتا: من ينزع لنا الصخرة من على فم القبر؟ فزالت الصخرة من ذاتها، فنظرتا إلى فتى قاعد في الجانب الأيمن من القبر، مغطى بثوب وذلك في يوم الأحد قبل طلوع الشمس.
عجبًا لتوقحكم على الله، وتحديدكم الجانب الأيمن من القبر، وقبل طلوع الشمس من اليوم لتحققوا كذبكم على رعاع الأعاجم، فقال لهما ذلك المغطى بالثوب، ولم يكن غير التراب المصلوب قام ومضى إلى الجليل قولا لتلاميذه ينهضون إليه، وهكذا جملة من الهذيانات قصصتم عليها في ذلك لنا الحق أن نسأل: لماذا قتل الإله الأب الإله الابن؟
والجواب المعروف لدى المسيحيين هو الفداء، الفداء لخطايا الخليقة، بل باعتبار أن الواحد ثلاثة والثلاثة واحد عند المسيحيين، نقول: لماذا قتل الإله نفسه؟ والجواب من أجل أن تنقطع الآلام ويتحملها عن العالم بصلبه على خشبة الصليب، والسؤال: هل انقطعت هذه الآلام بعد الصلب، أم بقيت تتجدد على اختلاف الزمان والمكان، فبذلك لم تؤدِ قصة الصلب المنشود منها، فينبغي أن تتكرر، وهل يحمل هذا الإله مسئولية المآسي العالمية.