وفي الإنجيل أيضًا: أن اليهود لما أرادت القبض عليه، وعلم بذلك رفع بصره إلى السماء وقال: "قد دنا الوقت يا إلهي فشرفني لديك، واجعل لي سبيلًا إلى أن أملك كل ما ملكتني الحياة الباقية، وإنما الحياة الباقية أن يؤمنوا بك إلهًا واحدًا وبالمسيح الذي بعثت، وقد عظمتك على أهل الأرض، واحتملت ما أمرتني به فشرفني لديك". إنجيل يوحنا إصحاح سبعة عشر.
وكذلك قول عيسى لتلاميذه: "ولا تدعوا لكم أبًا على الأرض؛ لأن أباكم واحد الذي في السموات، ولا تدعوا معلمَين لأن معلمكم واحد المسيح". إنجيل متى إصحاح ثلاثة وعشرين الفقرة التاسعة والعاشرة. ومعناه: لا تقولوا: إنه على الأرض ولكنه في السماء، ثم أنزل نفسه حيث أنزله الله تعالى. وقال: "ولا تدعوا معلمين فإن معلمكم المسيح وحده". فها هو قد سمى نفسه معلمًا في الأرض له، وشهد أن إلههم في السماء واحد.
وفي إنجيل لوقا أن عيسى أحيا الميت بباب مدينة نائِين، عندما أشفق على أمه لشدة حزنها عليه؛ فقال: "فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه. وليوحنا أن عيسى قال لليهود: أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا، كما أسمع وأدين ودينونتي عادلة، لأني لا أطلب مشيئتي، بل مشيئة الأب الذي أرسلني". إنجيل لوقا إصحاح سبعة الفقرة الستة عشر.
وقال: "فنادى يسوع وهو يعلم في الهيكل قائلًا: تعرفونني وتعرفون من أين أنا ومن نفسي لم آت، بل الذي أرسلني هو حق الذي أنتم لستم تعرفونه". إنجيل يوحنا إصحاح سبعة الفقرة الثامنة والعشرون. فها هو قد جعل نفسه وموضعه معلومين عند اليهود، وجعل الله عندهم مجهولًا.