ولذلك حكم الله تعالى بكفر من يعتقد بهذا الشرك ويؤمن بهذا المعتقد، فقال -سبحانه وتعالى-: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (المائدة: 72 - 74) كما بين في قرآنه العظيم الكريم هذه الحقائق.
ننتقل منها إلى إبطال دعوى ألوهية عيسى -عليه السلام- وإثبات نبوته من نصوص أناجيله:
إن الذي يقرأ الأناجيل لا يجد فيه حديثًا صريحًا عن ألوهية عيسى، وإن عيسى -عليه السلام- لم يدع تلك الألوهية، ولم تذكر تلك الأقانيم التي يقولون بها، اللهم إلا ما كان من بعض النصوص أو الفقرات المنتحلة، والتي ثبت تحريفها بل كذبها، بل إن الإنجيل أثبت عكس ما يزعمون، فها هو عيسى -عليه السلام- حين خرج من السامرة ولحق بالجليل قال: "إنه لم يكرم نبي في وطنه أو أن ليس لنبي كرامة في وطنه"، إنجيل يوحنا إصحاح أربعة، الفقرة الثالثة والأربعون والرابعة والأربعون. وكذلك: "إنه ليس نبي مقبولًا في وطنه"، إنجيل لوقا إصحاح أربعة الفقرة الثالثة والعشرين.
وحسبك هذا من دليل على أنه ما ادعى غير النبوة المعلومة. وقوله عليه السلام لمن سأل: "أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ فقال له يسوع: لماذا تدعوني صالحًا، ليس أحد صالحًا إلا واحدًا وهو الله، أنت تعرف الوصايا: لا تزنِ لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تسلب أكرم أباك وأمك". إنجيل مرقص إصحاح عشرة الفقرة السابعة عشرة إلى التاسعة عشرة.