واللاهوتيون -حسب ما قررته الكلمة الإلهية- أن في اللاهوت ثلاثة أقانيم حسب نص الكلمة الأزلية، ولكل منهم عمل خاص في البشر". انتهى كلامه من (تاريخ الكتاب المقدس).
ونجد كاتب هذا الكلام يحاول ثلاث محاولات:
أولاها: إثبات أن التوراة وجد فيها أصل التثليث، لوحت به ولم تصرح وأشارت إليه ولم توضح.
وثانيهما: أن في اللاهوت ثلاثة أقانيم هي في شعبها متغايرة، وإن كانت في جوهرها غير متغايرة.
وثالثهما: أن العلاقة بين الأب والابن ليست ولادة بشرية، بل هي علاقة المحبة والاتحاد في الجوهر.
ولقد كان بيان ذلك المعنى أوضح من هذا البيان، في قول القس إبراهيم سعيد في تفسير بشارة لوقا، فقد جاء في تفسير معنى كلمة ابن العلي، التي جاءت في "إنجيل لوقا" ما نصه: يليق أن نوضح بكلمات موجزة المعنى المراد بابن العلي أو ابن الله، فلم يقصد بها ولادة طبيعية ذاتية من الله، وإلا لقيل: ولد الله، ولم يقصد بها ما يقال عادة عن المؤمنين جميعًا أنهم أبناء الله؛ لأن نسبة المسيح لله هي غير نسبة المؤمنين عامة لله، ولم يقصد بها تفرقة في المقام من حيث الكبر والصغر، ولا الزمنية ولا في الجوهر.
لكنه تعبير يكشف عن عمق المحبة السرية، التي بين المسيح والله، وهي محبة متبادلة، وما المحبة التي بين الأب والابن الطبيعيين سوى أثر من آثارها، وشعاع